:;كنز أدفنه في صفحاتي;:

من عاداتي المحببة اني ما انسى يوما دفتر ملاحظاتي..

أحمله في حقيبتي اينما ذهبت..دائما ما أدون كل ما يثير انتباهي..

من مواقف..كلمات أو عبارات أسمعها..

محادثات يصل الى سمعي جزءا منها.. كل ما يمكنني اصطياده:)

مما هو مضحك..مفرح..مبكي..مدهش..معبر.

.و أكثر من ذلك تدويني لبعض الملاحظات على برنامج او فيلم أشاهده..

بل وحلما ادونه بعد استيقاظي مباشرة..و غير ذلك الكثير..ليست يوميات او مذكرات شخصية .

.بل أجدها أكثر تفصيلا و امتاعا ..أعددتها كنزا استمتع بقرائته..

مصدرا للإلهام عند حاجتي إليه..تتنوع المشاعر وتتلون الملامح بتغير المواقف..

و عشوائية التدوين تزيد من رغبتي في متابعة القراءة و تضفي عليها جمالا من نوع آخر!!

::من تلك المواقف::

يومها كنت في أحد الاسواق عندما رأيت فتاتين تمشيان بسرعة..خلفهم وعلى بعد مسافة ليست بالقصيرة

رجل مسن يبدو أن لديه صعوبة في المشي و تحريك احدى يديه..

لم يخطر ببالي أن يكون على صلة بهاتين الفتاتين الا عندما طلبت احداهن ان أوقف المصعد الكهربائي

حتى يصل..

و حين أردنا الخروج كانت الصاعقة بالنسبة لي حين قالت احداهن"

أبي..اخرج بسرعة ( لا تفشلنا ) !!"..لا تعليق..

رجل كان موضع سخرية الجميع!!..

يتبضع و هو يحمل الة حاسبة..يحسب قيمة كل ما يضعه في عربته.

.يعد كل ما يدخل كيسه من حاجيات.. لا أعلم اذا كان ذلك أمرا طبيعيا..

لكن لم نتعود ان نرى مثل ذلك..لقد أثار الرجل دهشتي.

.لم يعر اي اهتمام للنظرات التي تراقبه اينما ذهب وهو يحمل حاسبته

و يحسب كل شي بصوت شبه مسموع.

.لم يكن يشغل بالي وقتها الا التفكير بوضعه..هل هو ضيق ذات اليد؟ مما دفعني للتساؤل..

هل نتوقع دوام النعمة؟ أم سيأتي يوم نكون فيه بمثل حاله؟..

أم هو التخطيط السليم دفعه لوضع ميزانية لا يرغب الخروج عنها؟ فنتعلم منه ذلك!!

****

سمعتها تقول بالحرف الواحد" انا لا أسامح أحدا ولو كنت على فراش الموت!!" ..

عجيب ان يكون هناك من لا يغفر و لا يسامح..

قد تحدث الخلافات على اتفه الاسباب وفي لحظة هي أسرع من لمح البصر..

لكن المقاطعة تستمر سنين طويلة..

من الصعب جدا ان يقضي أحدنا سنينا من حياته في غليان لا يوصله الى سلام حتى مع نفسه.

و يعيش حالة من الصراع الداخلي تمنعه العفو حتى عن أقرب الناس اليه!!

*******

رأيت احدى المُحاضرات في الجامعة تجد صعوبة في صعود السلم الى الطابق الثاني و هي تحمل حاجياتها..

نظرا لأنها كبيرة في السن بعض الشئ و تعاني من السمنة..أسرعت اليها لأحملها الى مكتبها.. كانت سعيدة جدا بذلك..

حتى اني استغربت سعادتها تلك..و أخرجت حلوى من حقيبتها لتعطيني اياها!! ..

أدركت أهمية مساعدة الاخرين حينها..مهما كان الامر بسيطا.. فهو يدخل السعادة اليهم..و اليك:)

******

تتحدث دائما عن الامانة..الاخلاص.. الضمير!!.. و ترفع صوتها بشعارات و مثاليات و كانها لم و لن تخطئ أبدا!! في يوم اختفت فجأة وبدون أي أخبار عنها..سألنا..فأخبرونا بأنها فصلت نهائيا من الجامعة!!..ما السبب؟! لقد خانت شرف المهنة..نسفت كل معاني الامانة التي كانت ( تدعيها ).. و المقابل كان ماديا بحتا!!

******

ما أروع المواقف التي نجني فيها ثمرة التعامل الحسن مع الاخرين!! و ما أطرف اخرى تبقى عالقة في الاذهان تعلو

وجهك ابتسامة كلما تذكرتها:)، ،

مواقف كثيرة تمر علينا ننساها أونتناساها ..لكنها تبقى دفينة أوراقنا نقرأها و كأننا نعيشها وليدة اللحظة.. انتهـــــــــــــــــــــــــــــى